الهندسة المدنية بمفهوم الهندسة القيمية

المقدمة : الهندسة المدنية ولماذا الآن؟

  • كثر الحديث في السنوات الأخير عن الهندسة القيمية/ هندسة القيمة Value Engineer في العديد من الدول العربية وما يمكن أن تحققه للعمل الهندسي أو الإداري على السواء وبالرغم من ظهور هذه التقنية أو الأسلوب في المملكة العربية السعودية ( على سبيل المثال ) ولأكثر من 15 سنة وبالذات في بعض القطاعات الحيوية، إلا أنها بدأت تنتشر وتأخذ أبعادها التنموية في القطاعين العام والخاص خصوصاً بعد ظهور ما يسمى "بتعميم وزارة المالية" والصادر بتاريخ 20/7/1422هـ والمبني أساساً على توصيات المجلس الاقتصادي الأعلى والمبنية أصلاً على الأسس الاستراتيجية للخطة التنموية الخمسية السابعة للدولة والمتضمنة ضرورة عمل دراسات الهندسة القيمية على مشاريع الدولة التي تفوق الخمسة مليون ريال سعودي وذلك بدأ من العام 1425هـ.

  • ولقد أدرك المسؤولون بأهمية تدريب وإعداد الكوادر الوطنية وتأهيلهم في هذه التقنية للحصول على نتائج ذات جودة عالية ومستوى أداء متميز للمشاريع الهندسية والإدارية مع القيام بضبط التكلفة وتقليل المصروفات غير الضرورية والتي لا تحقق أي قيمة مضافة أو عائد على المشروع.

وتعرف الهندسة القيمية أو هندسة القيمة Value Engineering على النحو التالي:

  • جهد جماعي منظم يقوم به فريق عمل من أفراد متخصصين وذو كفاءة ويتمتعون بحس إبداعي من أجل التوصل إلى التوازن الوظيفي بين الجودة والأداء والتكلفة. ويقوم بإدارة الدراسة أخصائي هندسة قيمية. ومن التعريفات الأخرى ( المتعددة ) تحقيق الوظيفة الرئيسية لأي مشروع أو نظام أو منتج بأفضل تكلفة ولقد أثبتت الهندسة القيمية نجاحها الواسع في دول العالم وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان واستراليا والهند والمملكة العربية السعودية، ولقد تم توفير مئات الملايين من الدولارات من جراء الدراسات.

تاريخ الهندسة القيمية:

  • نشأت الهندسة القيمية في الولايات المتحدة الأمريكية وبالذات في الشركة العملاقة (GE) General Electric خلال الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى نقص كبير في المواد اللازمة بما في ذلك قطع الغيار وفي هذه الأثناء لجأت الشركة إلى إيجاد مواد بديلة وتصاميم مغايرة مع المحافظة على نفس الوظائف التي تؤديها المنتجات، ومن هنا كانت البداية، حيث كلف المهندس الأمريكي (لاري مايلز) في عام 1974 بدراسة هذه المنهجية والخروج منها بما سمي فيما بعد بالتحليل القيمي، تحليل القيمية Value Analysis حيث بدأ يمرن عقله وتفكيره (هو ومجموعة من العاملين) على إيجاد أفكار إبداعية للبحث عن بدائل تحقق نفس الوظائف الرئيسية لأي منتج / نظام وبمنتجات متوفرة بأسعار منافسة وبمستوى أفضل في الأداء والجودة وبدأ مايلز في عمله (1947- 1952) ليضع الأسس والنواة الرئيسية لتطوير هذه المنهجية ولقد أقامت الشركة أول دورة تدريبية لموظفيها في تحليل القيمة في العام 1952

  • ومن ثم انتقلت هذه التقنية في العام 1954م، إلى خارج شركة (GE) وبالتحديد إلى البحرية الأمريكية حيث تم استخدامها من قبل قسم الهندسة وانتقل التطبيق من المجالات التصنيعية كما في (GE) إلى مشاريع هندسية وإنتاجية كما هو الحال لاحقاً في عام 1961م، عندما تم استخدامها وبشكل واسع في مجالات البناء والتشييد.

المنظمة الدولية لمهندسي القيمية SAVE-Int

  • في نهاية الخمسينيات الميلادية، تكون عدد لا بأس به من ممارسي هذه التقنية وكذلك المهتمين بها في القطاعين العام والخاص مما حدا بهم إلى التفكير بعقد اجتماعات مهنية لتطوير الأداء والنهوض بالمهنة، ولاحقاً تم تكوين الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية Value Engineers Society Of American ويرمز لها اختصاراً (SAVE) وأصبحت هي المظلة المهنية لمهندسي القيمة والراعي والمنظم لشؤون التأهيل والاعتماد للأفراد المتخصصين في هذه التقنية حيث تقوم بمنحهم الشهادات والتراخيص لممارسة هذه التقنية سواء عن طريق الدراسات أو التدريب. حيث لا يجوز لمن لا يحمل أي شهادة معتمدة من المنظمة أن يقوم بعمل الدراسات أو التدريب في الهندسة القيمية.

  • وفي العام 1995م تقرر تغير اسم الجمعية الأمريكية ليكون أكثر عالمية وشمولاً وأصبحت الجمعية / المنظمة الدولية لمهندسي القيمة SAVE-Int وتضم في عضويتها كل من اليابان، استراليا، الهند، والمملكة العربية السعودية هي أول دولة عربية تطبق هذه التقنية وتمارسها.

استخدامات الهندسة القيمية:

  • تعتبر تقنية أو أسلوب الهندسة القيمية من الأساليب الفريدة في ظل ودراسة المشاريع الإنشائية والنظم والإجراءات والمنتجات حيث لا تقتصر على تطبيق أو استخدام دون الآخر، والمنهجية (Methodology) نفسها تشمل على ثلاث فروع رئيسية وهي:

  • Value Analysis, Value Engineering Value Management ويمكن تطبيقها في جميع المجالات ولا سيما حين يكون الغرض هو تحقيق الوظيفة الرئيسية Basic Function وهذا هو الذي يميز هذه المنهجية عن غيرها ( التركيز على الوظائف ) وليس على العمليات أو الوقت أو غيرها كما في إدارة المشاريع أو المقارنة المرجعية وهكذا، ومن هنا يمكن للهندسة القيمية أن تستخدم في مجالات الصناعة، الإنشاءات، الأنظمة الإدارية، الطرق والمواصلات وكذلك التشغيل والصيانة.

كيفية الاستفادة من الهندسة القيمية في مجالات التشغيل والصيانة؟

  • تلعب تقنية الهندسة القيمية دوراً هاماً في مجالي التشغيل والصيانة وخصوصاً عند التفكير إبداعياً في إيجاد بدائل لعمليات التشغيل، إدارة التشغيل وطاقم التشغيل في المحطات وإحلالها محل الطرق التقليدية والتقليل من الهدر والمصاريف الغير ضرورية وكذلك التفكير في أساليب وإجراءات تحول دون الاستخدام الغير مبرر لقطع الغيار والنظر في مدة استهلاكها وعمرها الزمني وتحملها للأجواء المناخية الصعبة واللجوء دائماً إلى طرق وأساليب أكثر مرونة وأفضل تكلفة وبالذات على طول عمر المشروع ( دورة حياة المشروع أو ما يسمى هنا Life Cyrcle Costing) حيث تكون التكلفة عالية إذا لم يتم النظر في البدائل وخصوصاً في مسالة الصيانة الدورية للمنشأة.

  • ومن شأن هذه التقنية أن تركز على الأنظمة البديلة Systems وبالذات من ناحية إدارة محطات التشغيل والصيانة أكثر منها على إيجاد بديل أرخص للصمامات Values والأنابيب Pipes والتي لا تقل أهمية أيضاً عن سابقتها، ومن هنا كانت أهمية هذه التقنية لمهندسي التشغيل والصيانة في مجالاتها التحلية والبتروكيماويات والكهرباء والصناعات التحويلية وغيرها، لإيجاد بدائل لنظام التشغيل.

من المستفيد ؟

  • موجهة إلى المهتمين بتقنية الهندسة المدنية بمفهوم الهندسة القيمية بشكل عام ، فمن جهة يمكن لمدراء المشاريع أو مهندسي المشاريع أو المهندسين المدنيين أن يتعلموا الكثير من هذا الأسلوب المتميز في تحليل الوظائف والتركيز على البدائل في مجال عملهم مع مناقشة المشاكل التي تظهر أثناء عملهم في مجالي التشغيل والصيانة سواء في مشاريع الطرق والمواصلات أو الإنشاءات أو محطات التحلية والكهرباء والبتروكيماويات.

  • وبالرغم من قصر مدة المؤتمر إلا أنها ستركز على المنهجية الإبداعية ، ومن فوائد المؤتمر أن يقوم المشاركين بإحضار مشاريعهم معهم ليتم النظر إليها بأسلوب العمل الجماعي واقتراح حلول وبدائل سواء للأنظمة أو المنتجات.

المحاور الرئيسية للمؤتمر

المحورالأول:

  • مقدمة للهندسة القيمية ولماذا الآن.

  • منهجية الهندسة القيمية ( التحليل القيمي/ الهندسة القيمية/ الإدارة القيمية ).

  • لماذا التشغيل والصيانة؟

  • خطة عمل الهندسة القيمية (Job Plan).

المحور الثاني:

  • مرحلة جمع المعلومات.

  • مرحلة التحليل الوظيفي.

  • مرحلة التفكير الإبداعي.

  • أمثلة وتطبيقات ( صيانة الطرق والمباني والمنشآت الخاصة ).

المحور الثالث:

  • مرحلة البحث والتطوير.

  • مرحلة العرض والمتابعة.

  • دورة حياة تكاليف المشروع (L.C.C).

المحور الرابع:

  • حالات دراسية تطبيقية ( محطات تحلية + صرف صحي ).

المحور الخامس:

  • حالات دراسية تطبيقية ( طرق وجسور وإنشاءات ).

المواعيد المتاحة