الصيانة وفقاً لمفهوم الهندسة القيمية

مقدمة :

كما هو متبع حاليا، يتم تطوير المشروعات الإنشائية بوضع برامج احتياجات ومتطلبات بواسطة مهندسين واستشاريين من الداخل أو عن طريق التعاقد مع استشاريين وأخصائيين أو بإسناد العمل إلى جهة استشارية، تبدأ بالبرمجة والتصميم وتنتهي بترسية العقد الإنشائي. وفي كل الحالات، قلما نجد برامج لمراقبة الجودة والنوعية وتحسين القيمة رغم إن هذه البرامج جزء لا يتجزأ من العملية الإدارية والإنتاجية في القطاع الصناعي.

مفهوم الهندسة القيمية

إن منهج الهندسة القيمية من أهم وأحدث هذه البرامج والتي تم تطبيقها الآن في الكثير من البلاد المتقدمة تقنيا وتطبق حاليا في دول مجلس التعاون منذ ما يزيد على العشرين سنة.

تعرف الهندسة القيمية بأنها

جهد جماعي منظم لأجل تحليل وظائف المشروع ومطابقتها لأهداف ومتطلبات المالك والمستفيد ومن ثم ابتكار بدائل تؤدي تلك الوظائف وتحقق الأهداف بأقل تكاليف ممكنة دون الإخلال بالجودة والوظائف الأساسية . فهي تقنية حديثة وعلم منهجي معروف أثبتت مكانتها لأنها تساعد على تقليل التكلفة وتحسين الجودة في آن واحد. إن أسلوب الهندسة القيمية هو أسلوب علمي مدروس أصبح مستخدما بفعالية من قبل الكثير من الشركات والمؤسسات الهندسية العالمية والمحلية. ونجاحها يعود إلى أنها تسهل على المالك اتخاذ القرار وتساعده على الحصول على أكبر عائد مادي وفي نفس الوقت تحقيق الأهداف والمهام المطلوبة مع مراعاة الحصول على الوظائف التي يرغبها المالك مثل الجمال والبيئة والسلامة والمرونة وغيرها من العوامل الهامة التي تفي أو تفوق توقعات المالك والمستفيد.

أسباب زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة

هناك الكثير من الأخطاء التي وقعت وتقع في معظم المشروعات الإنشائية في جميع المراحل وخصوصا في المراحل الأولى ومن النادر الحصول على عمل إنشائي متكامل يرضي المالك والمستفيد. ونتج من هذه الأخطاء تكاليف زائدة وتكاليف غير ضرورية. ولا يزال هناك الكثير من العوامل التي تساعد على رداءة القيمية. إن هذه العوامل (موضحة أدناه ) تعتبر عقبات في طريق الحصول على القيمة الجيدة وأن أفضل طريقة للتغلب هذه العقبات هي استخدام أسلوب العمل الجماعي المتبع في الهندسة القيمية بواسطة فريق عمل متعدد التخصصات مكون من جميع الأطراف ذات العلاقة. إن الاستغلال الأمثل للموارد هو مطلب تزداد الحاجة له يوماً بعد يوم لأن معظمها إن لم يكن جميعها قابل للنضوب ويزداد الطلب عليها باضطراد. ومن أجل هذا يصبح تطبيق منهج الهندسة القيمية على المشروعات والخدمات وغيرها مطلب ملح للبقاء في ظل المنافسة العالمية الشديدة .

وخصوصا إذا علمنا أن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في زيادة التكاليف الغير ضرورية ورداءة الجودة والقيمة معا، ومنها:-

  • غياب المواصفات المحلية :

  • قلة المعلومات (الأهداف ، المتطلبات ، التكاليف)

  • المبالغة في أسس التصميم والمعايير

  • المبالغة في معامل الأمان ( ( Safety Factors

  • عدم الاستفادة من التقنيات الحديثة.

  • ضعف العلاقات والتنسيق بين الجهات المعنية باتخاذ القرار

  • عدم تقدير وتحديد التكلفة في البداية

  • الاعتماد على الفرضيات دون الحقائق

  • التركيز على التكلفة الأولية وليس التكلفة الكلية.

  • ضيق الوقت المتاح للدارسات والتصميم

منهج الهندسة القيمية :

  • الهندسة القيمية أو إدارة القيمة هو أسلوب منهجي فعال لحل المشكلات (Problem Solving Methodology)

  • ثبتت جدواها في معظم بلاد العالم المتقدمة، حيث أنها تركز في البداية على الفعالية (Effectiveness)

  • عن طريق تحليل الوظيفة (Function)

  • الوظائف المطلوب تحقيقها وتحديد الأهداف والاحتياجات والمتطلبات والرغبات (Goals, Objectives, Needs, Requirements and Desires)

  • البحث في الكفاءة (Efficiency)

  • تحديد معايير الجودة (Quality)

  • و أخيرا تسعى للحصول على توفيرالتكاليف الممكنة. والتكاليف هنا يعنى بها التكاليف الكلية (Life Cycle Cost, LCC) وليس التكاليف الأولية فقط.

توطين الهندسة القيمية :

الآن عودة إلى بداية الحديث وتقديم البراهين العلمية والعملية الخاصة بتوطين الهندسة القيمية.... بالأرقام:

  • تم حتى الآن تأليف ثلاث (3) كتب باللغة العربية عن الهندسة القيمية وجميعها مؤلفة من قبل ثلاث مهندسين خليجيين.

  • تدرس نظرية الهندسة القيمية الآن في خمس (5) جامعات ومعاهد علمية.

  • أكثر من سبعين (70) مهندس خليجي حصل على شهادات مهنية في الهندسة القيمية. ويعتبر هذا أنجاز متميز للمهندس الخليجي، حيث أن عدد المتخصصين الخليجيين يمثل أكثر من 10% من المتخصصين على مستوى العالم البالغ عددهم حتى الآن 670 مختص.

  • تم إنشاء ست (6) برامج للهندسة القيمية في القطاعين الحكومي والخاص.

  • زاد الإقبال على تعلم الهندسة القيمية حيث تقام الدورات التدريبية في الهندسة القيمية بمعدل 20-25 دورة سنويا.

  • أصبحت الدراسات القيمية تطبق على المشروعات الهندسية وفي برامج التشغيل والصيانة وفي العمليات الإدارية بمعدل 50-70 دراسة سنويا. ومنذ أول تطبيق لها في منطقة الخليج عام 1978، تم إجراء أكثر من سبعمائة (700) دراسة هندسة قيمية نتج عنها تحسين في جودة المشروعات الهندسية مع الحصول على وفر زاد على بليوني (2) دولار أمريكي.

  • هذه الإحصائيات جعلت دول مجلس التعاون تأتي في المرحلة الثالثة من حيث تطبيق الهندسة القيمية بعد الولايات المتحدة واليابان.

المواعيد المتاحة